• رحلة من البحر الأحمر الى الخليج

طه حسن ضليمي رحمه الله عاش 84 عاماً , يعطي بلا مقابل , يضحي بلا توجع أو أنين , أفنى عمره في خدمة الوطن.
وضع مع زملائه من ذلك الرعيل المميز اللبنات الأولى للجمارك السعودية وساهم في جعلها أحد أهم موارد المملكة قبل الإعتماد بشكل كبير على النفط.
كان يحمل قلباً صافياً من ضغائن البشر وأحقاد الحياة.
عمل بتفان وإخلاص في زمن كانت الحياة فيه صعبة.
خاض رحلة كفاح من ينبع التي شهدت أحلامه الأولى إلى المنطقة الشرقية , التي تركها وهو أميناً لجمارك المنطقة الشرقية.
وصولاً إلى جدة التي تولى فيها مدير عام مصلحة الجمارك المساعد إلى جانب رفيق دربه الشيخ محمد نور رحيمي مديرها العام.
أطلقا في أواخر الثمانينات الهجرية معهد التدريب الجمركي الذي بات يخرج سنوياً مئات العاملين في هذا القطاع الحيوي.
وصولاً لتقاعده المبكر أثناء انتقال المصلحة العامة للجمارك إلى الرياض.
قبل أن يختم مشواره بهدوء دون أن يحصل على حقه من التقدير المعنوي.
هذا العمل ليس مجرد قصة لحياة طه ضليمي , بل هو شاهداً على مرحلة مهمة في البناء والتأسيس في الدولة السعودية.
فهو أحد الرواد الأوائل الذين شهدوا القرن العشرين منذ بداياته وحتى نهايته.
مؤصلاً لتاريخ عائلة الضليمي التي لا يعرف البعض , وحتى أبنائها عنها الكثير.