• العقل الإستراتيجي الإسرائيلي, قراءة في الثورات العربية واستشراف لمآلاتها

لم يحدث أن عنيت مراكز البحث الإسرائيلية بدراسة قضية ما , قدر إهتمامها بدراسة الثورات العربية,فحللت بواعثها , ورصدت تداعياتها المحتملة,واستشرفت انعكاساتها على إسرائيل وأمنها "القومي" وتأثيراتها المختلفة على البيئة الاستراتيجية للصراع مع العرب.
إلى جانب توسع هذه المراكز في صياغة التوصيات لدواشر صنع القرار الإسرائيلي بشأن الإستراتيجيات , التي يتوجب تبنيها وآليات العمل التي يحبذ اعتمادها لتقليص التداعيات السلبية للربيع العربي على إسرائيل.
إننا بصدد عرض نتاج مراكز البحث الإسرائيلي الرائدة من أبحاث ودراسات بشأن الثورات العربية , لتعرّف الكيفية التي قرأ بها العقل الإستراتيجي الإسرائيلي الثورات العربية , ومايضاعف أهمية نتاج مراكز البحث التي سلطت الأضواء على دراساتها حقيقة أن معظم الباحثين الذين تصدوا فيها لمهمة تحليل الثورات العربية واستشراف تداعياتها , وعنوا عناية خاصة بتوجيه التوصيات لصناع القرار في تل أبيب .
يجمعون بين مكانتهم الأكاديمية وتوليهم في الماضي مواقع مهمة في الدوائر الرسمية , المسؤولة عن بلورة التقديرات الإستراتيجية للكيان الصهيوني , فمعظم هؤلاء الباحثين تولوا مواقع حساسة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بـ "أمان" أكبر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية على الإطلاق.
وقد عنيت الورقة خاصة بالتركيز على الكيفية التي قرأ فيها العقل الإستراتيجي الإسرائيلي تطورات الربيع العربي, في الدول العربية , المؤثرة في الصراع , ولا سيما :مصر وسوريا والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية وحركات المقاومة وتنظيم القاعدة , واستشراف طابع العلاقة بين إسرائيل وهذه الأطراف في المستقبل.