• صناعة الحوار , مقاربة تداولية جمالية لحوارات سيدنا إبراهيم عليه السلام

إننا بتنا نعيش في أزمنة تدعو إلى الحوار وتنشده, دونما تحققات عملية لهذه الدعاوي
ولأن أبلغ النهج وأوضحه لا يعلو فوق بلاغة منطق الوحي القرآني وقصصه
كان مبعث النظر في منهج الحوار الأمثل عبر نصوص القرآن الكريم, ومن خلال حوارات إبراهيم عليه السلام
تأتي هذه الدراسة من مركز نماء, تنظر في معايشة تلك الأساليب الحوارية واستنطاق نصوصها
واستبطان مفاهيمها وآلياتها, والكشف عن جمالياتها التي منحتها هذا التأثير العميق, قصد صناعة حوار أفضل عند مخاطبة الآخر
تسعى الدراسة لبيان مهارات صناعة الحوار من خلال تجلية الأبعاد التواصلية التداولية, والأنماط الحوارية في نصوص حوارات إبراهيم عليه السلام
كما تروم إبراز جماليات صناعة الحوار في المنهجية الحنفية الإصلاحية التي أسسها الخليل إبراهيم عليه السلام وأثرها في نفوس المتحاورين والمتلقين
سعت الدراسة لبسط معالجة تطبيقية تعنى بتشخيص الممارسات التي تصنع الحوار وتجسده واقعاً حياً, ومثالاً مشاهداً
من خلال رصد ماتتمتع به شخصية إبراهيم عليه السلام في واقعها من وعي رائع بأحوال المخاطبين ومستوياتهم, وظروفهم 
وماتمارسه من تطبيق رائد لتقنيات حوارية أخاذة, وآليات تواصلية فعالة وفق أنماط حوارية مختلفة
كما تسلحت الدراسة بمعالجة جمالية تداولية لنصوص الحوار, لأن المسار الجمالي له قوة مبهرة في صناعة رسائل حوارية نافذة
وعبارات شيقة جاذبة, ولأنه مهارة حوارية تواصلية مؤثرة, وليس وسيلة بلاغية شكلية ذات هدف إمتاعي مجرد فحسب

" أخي وجاري العزيز (حمد)
سلام الله عليك, ودام توفيقك
اختيارك موضوع الحوار بأهميته التاريخية والراهنة
والشرعية كان توفيقاً
واختيارك قصة سيدنا إبراهيم الخليل نموذجاً
كان توفيقاً أعظم, فقد قصدت البحر فاستغللت
السواقي
وتنويعك لزوايا الحوار مع الذات ومع القريب
والبعيد والموافق والمخالف مع سياقات قرآنية
مناسبة كان كرسم لوحة جمالية متناسقة الألوان
بريشة مبدع فنان
أما أنماط الحوار فكانت لمحات تربوية استخرجها غواص
ماهر من أعماق البحار
ومسك الختام جماليات الحوار, والحوار كله جماليات
وبحثك أيضاً كذلك
لست ممن يكتبون المقدمات, لكنني تعلمت من 
هذا البحث, وربط الآيات بما يناسبها, وزاوية
النظر إليها, مالم أتعلمه من قبل, فأحببت أن أبعث
إليك الشكر والحب والدعاء والشكر على الإهداء " ..  سلمان العودة
 

" أسعد الله أيامك:
قرأت كتابك بعد أن صرفت معه أوقاتاً وأوقاتاً, وهو كتاب
ثري جداً, ويكشف عن جهد عميق بذل معه, وهو يقدم مرافعة
قوية لمصلحة مقولة الحوار, معتمداً على المعنى القرآني بكل ما 
حملته رسالة الرسل التي حملهم إياها ربهم بما إنها أمانة ورسالة 
إنسانية دفع أولوا العزم عبئها ومغباتها منذ إبراهيم عليه السلام, وكتابك
يعمر ذاكرة قارئه بهذا المعنى في متابعة ثرية لهذه الرمزية, ولاشك
أنه سيترك أثراً عميقاً مع كل حالة نظر فيه وفي ثناياه
المعمقة
تحيتي لك وأتمنى لك التوفيق في كل جهد علمي تتجه إليه 
بشهادة هذا العمل الثري الذي يكشف عن ثراء صاحبه " ... عبدالله محمد الغذامي