• تأملات ابن القيم في الأنفس والآفاق

إن كتاب العلامة الإمام إبن القيم - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته - في غنى عن التعريف
إذ لم يوجد مثيلها في مجال التأليف, وهذا الكتاب هو بعض من جزء من إحدى كتاباته القيمة, أحببت بجهدي القليل أن أتشرف بعرضه بشكل حديث
يناسب قراء هذا الزمان الذي ضعفت فيه الهمة في القراءة, وطغت فيه روح التعامل مع المادة, حتى أنحسرت فيه المعرفة عن الأذهان
وهذا يدل على ضعف في الدين, ونقص في الإيمان, فتناولت كتابه المشهور بـ" مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة "
وقمت بإخراج الفصول التي بين صفحتي 187 , 283 في الجزء الأول, وأعدت صفها من جديد لتكون في أربعة ابواب هي:
1- الإنسان                 
2- الكون                  
3- الحيوان
4- الطبيعة
وجعلت لكل فصل من الفصول عنواناً, وربما قسّمت بعض الفصول إلى عنوانين مختلفين, فجاءت جميعاً في نحو من مائة وزيادة من الفصول, وذلك لتقريب الفائدة وتسهيل الوصول إليها كما وأني قد استعنت ببعض الموسوعات العلمية الحديثة وكتب الطب والأحياء التي تحوي في طياتها كثيراً من المعلومات القيمة المعروضة بأسلوب شيق وسهل
فأضفت إلى تلك الفصول مايناسبها من الصور والإشارات العلمية التي تقرب الفهم إلى القاريء, وتجعل عجلة الفكر أسرع في الوصول إلى الهدف المراد من تأليف هذا الكتاب
إذ أن الصورة لها أثرها على نفس القاريء المتأمل وبخاصة إذا انطلق بتأملاته من توجيهات الآيات القرآنية الكريمة والإرشادات النبوية الشريفة
والتي عرض لنا الإمام ابن القيم - رحمه الله - نماذج منها جاءت في أكثر من مائة عنوان في هذا الكتاب
وقد أخترت كتاب الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - لأنه عرض في كتابه "مفتاح دار السعادة" فن وكيفية التفكير وماهي الوسائل التي تُبذل للوصول إلى نتيجة الفكر في الآفاق والأنفس