• مابعد الفلسفة : مطارحات رورتية

خصصت هذه المجموعة من المقالات والمداخلات التي يتألف منها هذا الكتاب لمناقشة ودراسة جملة من القضايا الفكرية التي تناولتها فلسفة ريتشارد رورتي
وهي تتوزع بين مساءلات نقدية منهجية ولغوية ضمن طروحاته وأخرى تخص مسائل عملية وفقاً لرؤية رورتي البراغماتية
حتى وإن كنا ميزنا بين المظهرين النظري والعلمي لدى رورتي
فإنه في الغالب لايبدو ذلك جلياً في عرف رورتي ذلك إن الفيلسوف لا يحبذ كثيراً الغوص في الأمور النظرية والتنقيب المستمر في أعماق النظرية
وهو كغيره من فلاسفة البراغماتية يبتعد قدر جهده من الإلتفات إلى البعد النظري والذهاب إلى التجريد والتأمل
الفلسفة عمل ونشاط ضمن السياق الأنغلوساكسوني وهي إصرار على الممارسة والواقعية لدى البراغماتيين
لذا فإن بدا - ومن منطلق عرف المعالجات الفلسفية - أن الحقيقة وهي قضية جوهرية في الدراسات الفلسفية ذات بعد نظري بحت
فإنها في الواقع لاتبدو كذلك في نظر فيلسوف البراغماتية الجديدة
إذ لايمثل ذلك الجانب النظري والميتافيزيقي لها إلا بعداً من أبعادها المتعددة وخاصة التطبيقية منها
وإن لم تدرك بصفة مباشرة وعلى نحو جلي ويرجع ذلك إلى التقليد الفلسفي الغربي الذي دأب على فصل النظر عن العمل لدى كثير من تيارات الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر
خلافاً لذلك تحاول براغماتية رورتي - وقبلها ذرائعية ديوي -
ردم هذه الهوة ووصل الجانبين ضمن تصور أصبح هاجسه الأول : الإنسان في الواقع، الإنسان التاريخي، الإنسان صانع الحقيقة وصانع السعادة